التسويق الشبكي

قال الله تعالى بعد بسم الله الرحمن الرحيم "وأحل الله البيع وحرم الربى " البيع والشراء من بين العمليات الهامة المتكررة باستمرار في حياتنا اليومية, فكل شخص منا يذهب لسوق ليتسوق أي ليشتري أو ليستكشف هل هناك من سلع جديدة وما هي أسعار السوق, أما البائع فيعرض سلعته ليبيعها وهو يسوق لها بعدة طرق مثل طريقة عرض المنتج و تصفيفه وطريقة كلام البائع مع الزبائن ومدى منافسة أسعاره للسوق.

التسويق: المراد بالتسويق في اللغة ترويج السلعة بطرق مختلفة لترغيب الناس في شرائها, فهو يساهم في جذب واستقطاب أكبر عدد ممكن من الزبائن الجدد والحفاض على ولائهم للمنتج او الشركة, فشركة التسويق أو المسوق يعمل على تعريف السلعة أو المنتج للزبائن وإشهارها لهم. إذا هو وسيلة لربط بين المنتج والزبون.

إذا أردت شراء جهاز كمبيوتر أو هاتف نقال الطريق المعتادة أنك تذهب لمحل بيع الأجهزة الكهربائية وتبتاعه, و انتهى الأمر بكل بساطة. هل تساءلت عن سعر المنتج أو تكلفته عند خروجه من الشركة المصنعة؟.

هل تذكر شرائك للهاتف النقال؟, أنت اشتريته من عند البائع في المحل وبدوره اشتراه من عند البائع بالجملة, والبائع بالجملة يجلب بضاعته من عند الموزع المحلي الذي يتحصل على المنتج من الشركة المصنعة عن طريق المستورد. فكل فرد من هؤلاء الأفراد يتحصل على فائدة جراء الأعمال التي يقوم بها. وكل هذه العمليات التجارية هي خاضعة للجمركة والضرائب التي تعمل على زيادة سعر المنتج.

 خلال مشاهدتك للتلفاز, تصفحك للجرائد أو حتى في الأماكن العامة تلاحظ وجود لافتات إشهارية لمختلف المنتجات قصد جلب أكبر عدد من الزبائن , العمليات الإشهارية تكلف حوالي  40 بالمئة من سعر المنتج, على سبيل المثال قناة الجزائر الأرضية تبث الإشهار بسعر 10000 دج للثانية, وكلما كان الإشهار يبث مع الحصص المهمة, الأفلام أو النشرات الإخبارية زاد سعر الإشهار فما بالك بالقنوات الفضائية والقنوات المشهورة مثل قناة الجزيرة التي تبث الإشهار على قنواتها بأموال طائلة. وكل من يدفع هذه التكليف هو الزبون والمشتري مثلي ومثلك. هذا هو التسويق المعتاد أو ما يسمى بالتسويق الغير مباشر.

التسويق المباشر: يعمل على إيصال المنتج بأقل سعر. من الشركة الأم(المصنع, المنتج)إلى المستهلك مباشرة عبر شركة التسويق المباشر.

قلنا أن التسويق المباشر هو ربط بين الشركة المنتجة والزبون ويكون بعدة طرق منها(التسويق عبر الأنترنات وهي أكثر الطرق فعالية ونجاعة,باستعمال الهاتف,المعارض الدورية,غرف العرض الخاصة بالشركة, التسويق عبر الأفراد...أخرى), هذه الطرق تعمل على تقليل الوسطاء أو إلغائهم. وقد قفز التسويق المباشر اليوم قفزات هائلة حتى أضحى من أقوى الأساليب وصولا للمستهلك وأكثرها ربحا وفائدة.

خلال عملك اليومي وعند وقت الغداء ذهبت تبحث عن مطعم أعجبك احد المطاعم الذي فتح أبوابه مؤخرا فدخلته, كان الاستقبال حار المكان هادئ نضيف و مكيف.

قمت بطلب الأكل الذي توده فأعجبك ذوق الطعام, وحين كنت تتناول طعامك تساءلت في داخلك عن تكلفت الطعام الذي اكلته, بعد انتهاءك من الأكل دفعت الاجر للبائع, لاحظت ان سعر الوجبة هو نفسه سعر الوجبة في المحلات الاخرى, سررت كثيرا وعدت لعملك.

بالطبع سوف تترك هذا الأمر سرا ولن تخبر به أحد؟, يقول الخبراء عند سماعنا أو تلقينا لخبر أو معلومة جديدة, أو حدوث شيء معنا فإننا بالفطرة نخبر به من 9 أشخاص إلى 12 شخص.

عند عودتك للعمل دار حديث بينك وبين أحد زملائك في العمل, فأخبرته عن المطعم وميزاته الجيدة والمغرية, أعجبته الفكرة وتشوق لزيارة المطعم. في اليوم التالي اصطحبته معك الى المطعم فاعجبه, فاخبر زميل يعمل معه فأراد هذا الثاني زيارة المطعم فلما زار المطعم معكما سر كثيرا ونشر الخبر لزميل آخر. إذا أنت وزملاؤك تقومون بالدعاية للمطعم والتشهير له وتجلبون الزبائن جدد للمطعم كل يوم وكل هذا مجانا طبعا. 

التسويق عبر الأفراد: تعتمد هذه الطريقة في الترويج للسلعة على استعمال الأفراد لنشر السلعة أو لدلالة عليها والتشهير لها في أماكن تواجدهم (المنزل, العمل, المدرسة) والتحدث عن المنتج والترويج له في وسط العائلة والأصدقاء, وهذه الطريقة تسمى بنقل المعلومات من الفم إلى الأذن وعلى هذا الأساس تم بناء ما يسمى بالتسويق الشبكي أو التسويق الهرمي.

والتسويق الشبكي أو التسويق عبر الأفراد فعال وهو يجلب زبائن جدد, فالزبون يثق في من دله على السلعة, فلو أردت شراء سيارة جديدة فستبدأ بسؤال جيرانك وأقاربك عن سياراتهم, فيقولون لك اشتري تلك السيارة لأن فيها ميزة جديدة وهي قليلة العطل وسهلة التصليح, ولا تشتري تلك السيارة لأن عيوبها كثيرة. وبالطبع ستشتري السيارة التي حثك معارفك على شرائها. بالرغم من وجود الإشهار إلا أنك لا تثق فيه وتثق في معارفك على حد المثل القائل " اسأل المجرب و لا تسأل الطبيب". السر في التسويق الشبكي هو الثقة المتبادلة بين الأفراد. 

التسويق الشبكي: عبارة عن شبكة من الأشخاص تنقل الأخبار فيما بينها ولفهم فكرة التسويق الشبكي سنضرب المثال التالي:

شركة تصنع أدوات كهرومنزلية وتبيعها, تعرض هذه الشركة منتجها وليكن تلفاز على أحد الزبائن(احسن) بسعر 30000 دج وتقول له إذا إشتريت هذا التلفاز ستحصل على عمل كعميل لشركة. وتقول له أحضر زبونان(يوسف, مروان) يشتريا المنتج تتحصل على فائدة قدرها 1000 دج على كل زبون أي 2000 دج على كليهما. وبدورهما يتحصلان على عمل, وكل واحد منهما يحضر بدوره شخصان(زكرياء,سمية) و(أسماء,خديجة) ليشتروا التلفاز.يتحصل احسن في هذه المرة كذالك على 1000 دج*(زكرياء,سمية,أسماء,خديجة), ويتحصل يوسف على 1000 دج*(زكرياء,سمية), ويتحصل مروان على 1000 دج*(أسماء,خديجة),وكلما إتسعت الشبكة تحصل العملاء على أموال وفوائد أكثر.

إذا التسويق الشبكي يمنح المشاركين فيه شراء حق التوظيف لمزيد من المشاركين وبيع المنتجات والسلع. وإعطاء فوائد عن المبيعات المباشرة التي باعوها بأنفسهم أو بيعة عن طريق من أحظروهم.